هناك لطيفة من اللطائف جادت بها قريحة الشيخ العارف بالله تعالى سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه في كتابه آداب العبودية تتناول هذا البحث. قال رضي الله عنه فيما معناه : القائل بالاستواء جريا على ظاهر اللفظ مخطىء بكل وجه وذلك ان كلام الله تعالى قديم غير مخلوق باتفاق المسلمين الا المعتزلة فالله تعالى اخبر في كلامه القديم انه استوى على العرش قبل خلق العرش وقبل خلق المخلوقات باسرها فكيف يكون معنى الاستواء كما فسره المجسمين وهذه حجة ظاهرة على بطلان كلامهم بلا ريب . انتهى معنى كلامه رضي الله عنه، أنظر أيضا اليواقيت والجواهر - اضغط هنا
ومن أجمل و أصح ما قرأت في تفسير قوله تعالى (ثم استوى على العرش) شرحٌ لشيخ الإسلام أحمد رضا خان رحمه الله حيث قال
الاستواء بمعنى الفراغ و إتمام العمل، يعني أنه أتمَّ سلسلة الخلق على العرش و لم يُوجِدْ شيئا خارجا منه , ما كوِّن في الدنيا و الآخرة و ما سَيُكَوَّن ليس خارجا عن دائرة العرش , لأنه حول كل مخلوق .
و خير ما يُفسر القرءان ما كان من القرءان . الاستواء بمعنى التمام في نفس القرءان . قال الله تعالى : {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى}[القصص : 14] . و كذلك في قوله تعالى : {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} [الفتح : 29].الاستواء عبارة عن حالة الكمال .
نقل هذا التأويل الإمام حافظ الحديث ابن حَجَر العسقلاني عن الإمام أبي الحسن بن خلف ابن بطال و هذا الكلام للإمام أبي طاهر القزويني أفاده في ((سراج العقول)) . و نقله الإمام عبد الوهاب الشعراني في كتابه ((اليواقيت و الجواهر )) المبحث السابع (1\102) .
أقول و على ذلك ذكر هذا الاستواء في القرءان العظيم في سبعة مواضع و في المواضع السبعة مع ذكر خلق السماوات و الأرض و بعده ذكر الاستواء بلا فصل قال في سورة الأعراف و في سورة يونس عليه الصلاة السلام : إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف : 54] , [يونس : 3] .و قال في سورة الرعد : اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الرعد : 2] .قال في سورة طه : تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى [4] الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه : 5]قال في سورة الفرقان : الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الفرقان : 59] , [السجدة : 4]قال في سورة الحديد : هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الحديد : 4] .
انتهى ... قوارع القهار في الرد على المجسمة الفجار \ لشيخ الإسلام أحمد رضا خان .. ص 24 , 25 ...
http://cb.rayaheen.net/showthread.php?tid=24552&page=1#p147452
No comments:
Post a Comment